Saturday, March 12, 2005

ملك الذباب ............. مهدي النفري

ملك الذباب

رسالتي عارية لاتملك أكثر من بقايا دخان وحذاء قديم فقده صاحبه حين كان يجري خلف الذباب المتطاير من نافذة القصر. كانت المدينة أشبه بليلة دخلت عليها سحب سوداء دون أن تمطر. عندما استوقفت الرجل قال دعني اسحق الرصيف .اقطع تذكاراتي. ماالذي يمكن أن تقوله لي في هذه اللحظة؟ لم أجد شيئا أرد عليه. لاادري كيف قفزت ألكلمه من لساني. صرخت به ألا تعرف أنني صاحب الذباب الذي تركض خلفه؟ من أين وكيف جئت بتلك ألكلمه؟ لاادري!. تركت الرجل وبدأت أسبح مع خيالي وقضية صاحب الذباب. ماان أدرت بوجهي وإذا بامرأة حرث في وجهها الزمن.وبدا واضحا نتاج زرعه. أدهشتني المرأة لأول وهلة وأنا أرى في يديها بكارتها! حين اقتربت مني ارتعش جسدي خطواتي ارتدت للخلف . بدأت الضحكة تخرج من محياها قالت هل يخاف ملك الذباب من امرأة فقدت عذريتها؟ إيه أيتها السماء ماالذي جاء بي في هذا الوقت؟
كيف قرأت هذه المراه ماخطر ببالي وهو مجرد خاطره لااكثر؟
إنني لااخاف من مما تتصورين إنما أخشى على مملكتي فإذا دخلتيها فإنها ستتفرق شتاتا. هزت المراه برأسها وأمسكت ببكارتها وطوتها في جيبها .تركت المراه وأنا أفكر في ماقلت وماقالت . أي مملكة تلك التي احكمها؟ وأنا لااعرف عنها شيء وأي ذباب ذلك وأي أنا من نفسي! مضيت اندب حظي لأني لم أكن مثل كل الذين ولدوا كملوك. مرحبا أيها الملك
الصوت كاد يمزق طبلة أذني .التفت وإذا بذبابة وخلفها جمع غفير من الذباب . اتاامرنا بشيء أيها الملك
أيمكن أن أكون حقا ملك ؟ منذ متى كانت لي هذه ألمملكه؟ ولماذا لم اعرف بها سابقا؟ أسئلة المكان والزمان الحاضر والغائب بدأت ترن في راسي
لايامملكتي العزيزة لااحتاج شيء
لكن أيها الملك إن هناك من يؤذينا العشرات من البشر يتسكعون في الشوارع وأعداد الذين يشاركونا لقمتنا ازدادوا كثيرا فما هو الحل؟
غدا سيكون لي اجتماع مع القيادة سنناقش الموضوع جديا وسنحاول أن نجد حلا مناسبا. تبعت خطواتي مسرعا أتلفت يمينا وشمالا إيه ماهذا؟ امرأتان يمارسن طقوسهن ماالذي يحدث في هذا الزقاق؟
أيها الملك أيها الملك
صوت إحداهن اغفر لنا لأننا نمارس طقوسنا دون إذن من جنابكم ولكننا نقسم لك إننا لم نؤذي أي ذبابه. اضطررنا أن نمارس طقوسنا في هذا المكان لأنه محرم علينا أن نمارسه في بيوتنا ويحق ذلك فقط للرجال أن يمارسوا رجولتهم مع الغلمان وحين نحاول أن نستدرجهم إلينا يرجموننا باالحجاره
هوني عليك في مملكتي يحق للجميع أن يمارس مايراه مناسبا له شرط أن لايقترب من الذباب
أيها الملك
مابك لاتسمعني ؟ أم انك تمزح معي
التفت يمينا وإذا بذبابه
هل ترى تلك النيران؟
ألا تشم الروائح القادمة منها؟
ماشئننا بها
أيها الملك ألا تعرف انه موسم الغزو
أي غزو ذلك أيتها ألذبابه؟
إن هذا الغزو يحدث كل عام حيث يقوم الرجل باختطاف إحدى بنات عمه من أهلها ولايهم في استعمال أي وسيلة لفعل ذلك الشرط الوحيد أن يركبها خلفه على حصانه ثم يضعها في سوق ألمدينه ويخط عليها دائرة
وماذا تفعل هي؟
لاحق لها في أي رد فعل معاكس, لان ذلك يعني رفضا لابن العم والرفض يعني الحرب
عندها تصبح جارية عند المنتصر
الاتوجد طريقة أخرى؟
لاوجود لذلك ففي ذلك الفعل يثبت الرجال رجوليتهم والنساء أما جواري أو جواري
أي مساحات تلك التي تضم كل برد الشتاء وكل الخطايا مازالت معلقه.
لكن ياابتي لم اقترب من ألزهره
الريح هي التي سحقتها
كانت ألطفله ساجدة بين قدمي أبيها
وقفت اتامل المشهد وصوت الرجل وصراخه وهو يردد إنني رايتك
كيف رأيتني وأنا طوال الوقت مشغولة مع أمي في غسل حصانك؟
هل تتهميني يابنت بالكذب؟
أنا لااكذبك ياابتي
بل تفعلين ذلك ويجب ودءك
ودءك
ودء
ود
و
ماالذي يمكن فعله في لحظة لاتملك القوه والسلطة؟
كان الذباب يمر بجانبي ويلقي التحية. لم أعيره أهميه بل كان شغلي الشاغل ذلك المشهد الذي اخترق جسدي وأسقطني مهلوعا
إيه أيها الذباب وإيه أيها الملك
هل يمكن أن تعدوا الأرض أسرع مما تكون؟
كيف يمكنني الخروج من فتنة صنعتها بيدي ولم اصنعها؟
هل يمكن أن نعلق كل شيء على القدر ونغفر كل الخطايا أم نتبع الظل ونكون كما يكونون؟


No comments: