لا اريد ان ابالغ عندما اقول اني اصبحت انتظر صحيفة” الصباح “ صباح كل يوم من اجل افتتاحية ملحقها” ج “ فاي موضوع سنقرأ واي كاتب سيكتبه؟فقد امتعنا الاساتذة من الكتاب وهم ينتقدون ويضعون الاراء حول الثقافة العراقية في الوقت الراهن ومحاولة اعادتها الى مسارها الحقيقي من ثقافة حزب مرتبط بفرد الى ثقافة مجتمع ساهم في بناء الحضارات الانسانية على مر العصور،
وخصوصا ان الثقافة العراقية الان تعيش مرحلة الانسلاخ من الفكر الشمولي المقيت.واعتقد ان الاساتذة الذين توالوا على كتابة الافتتاحية المذكورة حاولوا تشخيص السلبيات على مستوى الكتابة بانواعها والعلاقات بين المثقفين وكذلك اوضاع النشر والطبع والترجمة وغيرها كما دعا هؤلاء الكتاب الذين اختلفوا في اختصاصاتهم بين ناقد وقاص وروائي ومسرحي وشاعر الى ثقافة جديدة من خلال تاشير الاعمال الابداعية الحقيقية والسابقة والجديدة دون التأثر باتجاه سياسي او طائفة او قومية وكذلك التوجه نحو اعمال الابداع الحقيقي في الوطن العربي والعالم.كل هذه الافكار التي نشرت وستنشر وتصب في نفس المضمون لاقت وتلاقي الاقبال والتأييد في الشارع الثقافي.. وفي الحقيقة هناك الكثير من السلبيات التي مازالت تقبع في ذهنيات بعض المثقفين والمتطفلين على هذا الوسط. ويمكن وضع هذه السلبيات واصحابها تحت عنوان” مافيا الثقافة “ وهذه المادة هي الاسهل في تعرضها الى الجريمة المنظمةوبامكان فرد واحد ان يقوم بهكذا سرقة وليس عصابة شرط ان يكون هذا الفرد من المثقفين.فهؤلاء الذين يعتبرون النخبة يعانون من بعض المشاكل التي قد تلغي اهليتهم ليكونوا الطليعة وقادة الرأي العام، فعلى سبيل المثال اذا تحدث كاتب ما بفكرة يود كتابتها امام احد زملائه الكتاب فليس بغريب ان يستيقظ هذا الكاتب في احدى الصباحات ويجد زميله قد حولها الى موضوع ونشرت في صحيفة ما.. وهذا النوع من السرقة لاتسمح للمجني عليه بالمطالبة بحقوقه الفنية ولا القانونية اما النوع الاخر من هذه الجرائم ان ياخذ كاتب عراقي فكرة من موضوع لكاتب عربي او اجنبي قد قرأه في احدى الصحف العربية او على شبكة الانترنت وغيرها من الاعمال الاخرى.فقبل ايام قرأت مقالة منشورة في احدى صفحات صحيفتكم لأحدالزملاء الذين دائما نقرأ له في صحفنا المحلية ومما يؤسف له ان هذا الكاتب قد نقل هذه المقالة نصا عن جريدة” الشرق الاوسط الدولية “ التي نشرتها قبل اكثر من شهر لاحدكتابها العرب. وكل ما فعله كاتبنا العزيز هو التغيير البسيط في عنوان المقالة تلك. ومع ذلك فلايمكن لاحدنا القاء اللوم على مسؤول الصفحة الذي لديه اعمال كثيرة تبدأ من متابعة الموادفنيا ولغويا واختيار الصور المناسبة لها في بعض الاحيان والمساهمة في اخراج الصفحة ومن ثم متابعتها والى اخره من هذه الاعمال.واعتقد ان مسؤول الصفحة غير مسؤول عما ينشر مثل هذه الاعمال، ولو كان على كل مسؤول في صحيفة متابعة الصحف العربية وموقع الانترنت فلا اظن ان احدا سيعمل في صحيفة ما.فاللوم الحقيقي يقع على من يقوم بهذه الاعمال المشينة التي تجلب العار لنفسه اولا والمثقف العراقي ثانيا وليس بعيدا عن هؤلاء ان شبهناهم بعصابات الكهوف.وعلى هذا المستوى نفسه قام احد الاشخاص المحسوبين على الادب باستعارة دواوين شعرية مخطوطة لاحد اصدقائه الشعراء الذين لم تساعدهم الظروف على طبعها ونشرها، وكان عدد هذه الدواوين” ثلاثة “ واثناء فترة الاستعارة قام هذا الميسور الحال بنسخها بخط يده ومن ثم طبعها في مطابع احدى الدول المجاورة وبيعها في المكتبات العراقية وهي تحمل اسمه وليس اسم الشاعر الذي كتبها وعندما علم احد النقاد العراقيين قام بكتابة موضوع حول هذا الشخص السارق يحذر به الوسط الثقافي منه بعنوان” احذروا هذا الشاعر “ولكن ما الذي جرى بعد هذا المقال؟لم يحصل شيء كالعادة ولهذا قام السارق بأصدار ديوانين جديدين بأسمه
.........................
عن جريدة الصباح البغدادية.
No comments:
Post a Comment