عين الشاعر
الشاعر الصديق مربوط باسلاك شائكة مرئية ويكتب قصائد ذليلة وسجين. الشاعر الملعون جبان ينسحب للهذيان وهو سجين من نفس الاسلاك. الشاعر المثقف سجين يدعي النظافة والايمان. الشاعر الزاهد هو حارس قديم في السجن. شعراء القضية هم سجناء مصابون بالاسهال. شاعر قصيدة اليومي هو سجين حليق الذقن ومحتال. شعراء الحب هم سجناء مخنثون. ومنهم من يحب الوشم والنثر.وهم عادة نشالون صغار.ورقة وحيدة مذيلة بتوقيع قاتل لا يدعي الشعر.كتب ستة قصائد وطفلة صغيرة بسكين واحدةوجدوه يأكل من قتلاه ويضحك !!وجدوه تماما بلا اسنان .....وجدوا دم الطفلة على اسنانه المنزوعةوجدوه ينتظرهم في مزرعة تفاح فارغة
! عين الشبح
هؤلاء الناس عاشوا مهزومين وقتلة / لم اقبل مرة في حياتي ان اكون كاتبا / كنت احلم بمكتبة ضخمة وباردة وسط المدينة / ابيع التاريخ والقصص/ الروايات الفاسدة لهؤلاء السفاحين / كل الخراء المنثور سأبيع : ببساطة كان الشعر محاولة متواصلة لفقدان الحياة بينما السينما في استعادتها. هؤلاء الناس/ هذه التماسيح الهرمة / هذه المشاهد المتتالية من الرعب/ هي ما اتاح لي ان اعيش كالأشباح. مرة في الشاشات ومرة على الورق. ومرات بين القبور اوزع كتب الضحك السميكة على الابطال.
عين الطائر
لو نظرت من الارتفاع الذي يحلق فيه لكان اللون السائد هو عباءات الامهات في السوق. ولظهرت الفواكه والخضر كثقوب ملونة. شاعر يمكن ان يسمي قصيدته هذه : الحياة. ورسام سيشتهي ان يكون للون الأسود حركة الاصفر في حقول فان كوخ. سينمائي عجوز سيفضل زاوية عين الطائر كما هي ومنهكة على ان تكون مصحوبة بموسيقى بكائية.سينمائي شجاع سينزل الى السوق وينيك الامهات من الخلف.امهاتنا الطيبات. اللواتي يسترن الثدي الاسود والثدي الابيض. امهاتنا الابقار/ الارامل الهزيلات ...امهاتنا الصناديق.
عين الانسان
بين كل رجل وامرأة تحبه باخلاص خطر الخيانة قائم. الامر يعود كوننا حيوانات مطاردة. نحتاج للتوقف قليلا في زاوية ما لارواء الظمأ. وهذا ما يحدث ايضا بين كل سماء وسحابة. حين تلجأ الاخيرة الى البحر. لا تفتح الشباك انظر من ثقب الباب الى البلاد. هي ترضع في سريرك من ذكور العتمة. هكذا يمكننا قبول الحب واليأس في قرننا هذا بمضاعفة الكره والشك. العتمة التي كانت قد اقتلعت عينك اليمنى على نفس الوسادة. لهذا انت تمطر في المنفى بعيدا. او انك المرأة التي تحب باخلاص.لا تطرق الابواب. تلصص فحسب. مازالت لديك واحدة !!خطر الخيانة قائم بين كل شاعر وعناق.
حسن بلاسم
2004
2004
No comments:
Post a Comment